في صدمة جديدة، قضى المصور الشاب جهاد الحميدي 45 يوماً في عداد المجهولين بعد اختطافه من قبل مليشيا الحوثي. الجريمة؟ رفع الأعلام الوطنية خلال احتفالات مدرسية. هذا الحادث يسلط الضوء على استمرار قمع الحريات وتهديد حياة الإعلاميين في مناطق الحوثيين.
في تفاصيل الحدث، هاجم مسلحو الحوثي احتفالاً مدرسياً بسيطاً في سبتمبر، حيث صودر طائرة الحميدي المسيرة واعتقل جهاد، لتقف العائلة عاجزة أمام صمت رهيب واختفاء دام 45 يوماً. كما أفادت فاطمة السارية، معلمة بالمدرسة: "كان مجرد احتفال بريء بالعيد الوطني، لم نتخيل أن يتحول لكابوس".
مع اقتراب ذكرى ثورة 26 سبتمبر، تزداد مخاطر الهجمات الحوثية على المشاركين في الاحتفالات الوطنية. وكما كان الأئمة يمنعون رفع العلم الجمهوري قبل 62 عاماً، تكرر الجماعة الآن نفس الممارسات. وحذر د. محمد الحكيمي، خبير الشؤون اليمنية: "هذا نمط ممنهج لإرهاب الإعلاميين".
الإعلاميون باتوا الآن أكثر حذراً، حيث يخشون ممارسة مهنتهم، مما قد يؤدي إلى تراجع حرية التعبير وتصاعد الخوف كسلاح سيطرة. وربما تتطلب الحماية الدولية الإعلاميين اليمنيين، مع الأمل بأن تحرك العالم لإنقاذهم. كما أن الفرح بالإفراج عن جهاد لا يزال يختلط بالقلق على مصير والده المختطف.
رغم الإفراج عن جهاد، إلا أن المأساة لا تزال حاضرة وصارخة. السؤال الآن باقي: كم مصوراً آخر سيختطف قبل أن يتدخل المجتمع الدولي لإنقاذ الإعلاميين اليمنيين؟