في تعز، يعيش 3 ملايين مواطن تحت سلطة محلية لا تملك من أدوات الحكم سوى الاسم، المدينة التي كانت يوماً عاصمة اليمن الثقافية تحولت إلى رمز لفشل الحكم المحلي.
كل يوم تأخير في الحل يعني معاناة إضافية لملايين اليمنيين. الانهيار، الفراغ، والمعاناة هي العناوين الرئيسية للمشهد الراهن.
أزمة عميقة تمر بها مدينة تعز، حيث توقفت 85% من الخدمات الحكومية، في ظل انخفاض إيرادات المحافظة بنسبة 90% مقارنة بما قبل 2014. هذه الفجوة الكبيرة في الخدمات تمتد عبر 23 مديرية تعاني نفس المشكلة. يقول سالم الحميري، تاجر في السوق المركزي: "نحن ندفع ضرائب لحكومة لا نراها إلا في المناسبات." هذه الشهادة تعكس إحباط السكان من غياب الدعم الحكومي الفعّال.
تاريخياً، كانت تعز مركزاً للثقافة والتعليم، إلا أن الصراع المسلح المستمر والتدخلات الإقليمية عكست الأوضاع بشكل جذري. كالإمبراطورية الرومانية التي انهارت من الداخل، تنهار سلطة تعز تدريجياً. الخبير د. عبدالله المقطري يحذر: "ضعف السلطة المحلية يؤدي إلى تفتت النسيج الاجتماعي حتمياً، كما تتآكل صخور الجبال ببطء."
التأثير على الحياة اليومية لم يكن بالمفاجئ، حيث يواجه السكان صعوبة بالغة في الحصول على الوثائق الرسمية، والخدمات الصحية والتعليمية تتدهور يومياً. في الوقت نفسه، يبرز محمد العزي كبطل محلي يقود مبادرة شعبية لتنظيف الشوارع وصيانة شبكة المياه بمجهود تطوعي، مما يعزز الأمل في نتائج إيجابية. هذه المبادرات قد تكون الفرصة لإعادة بناء النظام الإداري على أسس حديثة.
تلخيص للمشهد: هشاشة السلطة المحلية في تعز تعكس أزمة أعمق في نظام الحكم اليمني. يتطلب الحل إرادة سياسية حقيقية ودعماً شعبياً منظماً. على المجتمع المدني والمواطنين أخذ زمام المبادرة في ظل غياب الحلول الحكومية. والسؤال الحاسم يبقى: هل ستكون تعز نموذجاً لانهيار الدولة أم قصة نجاح للمجتمع المدني؟