في تطور صادم يكشف عن أبعاد جديدة للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، يواجه 1.5 مليون من سكانه شتاءً قاتلاً تحت المطر البارد. للعام الثالث على التوالي يعيش هؤلاء كلاجئين في وطنهم، محاصرين تحت قماش الخيام الهشة. كل ساعة تأخير تعني مزيداً من المعاناة لمليون ونصف إنسان تحت المطر، في وقت يترقب فيه الجميع تفاصيل اللقاء السري المرتقب الذي قد يحمل الأمل!
اليوم الـ36 من الهدنة المؤقتة يشهد غرقاً للخيام التي تحولت إلى مصائد مائية تقبض على العائلات في أحضانها. وقف إطلاق النار المستمر منذ 36 يوماً لم يغير من واقع 1.5 مليون نازح يعيشون النزوح للسنة الثالثة. "نداءات استغاثة تصلنا من كل مكان"، هكذا يصف الدفاع المدني الوضع المُرعب الذي تعيشه الأسر تحت السماء الباكية.
خلف هذه الأزمة تقف قرارات وصراعات متكررة أدت لاستمرار حصار خانق ونزوح قسري لأكثر من 80% من السكان. هذه المشاهد تعيد للأذهان نكبة 1948، لكن هذه المرة يأتي الألم مع المطر والبرد. خبراء يحذرون: "مع استمرار فصل الشتاء، قد نكون أمام كارثة إنسانية أكبر."
في الحياة اليومية لأهل غزة، لا يوجد طعام ساخن ولا مدفأة، ولا حتى ملجأ آمن يعيد بعضاً من الكرامة الإنسانية المفقودة. توقعات بتفشي أمراض الشتاء وزيادة معدلات الوفاة تأتي مع بصيص أمل من اللقاء المرتقب بين المسؤولين الأميركيين وحماس. منظمات دولية وحكومات ناشطون يوحدون جهودهم مطالبين بتدخل عاجل.
تلخيصاً للنقاط الرئيسية، يقف 1.5 مليون إنسان عند حافة الكارثة، في انتظار حل يعيد لهم كرامتهم. المفاوضات الأميركية قد تكون مفتاح الأمل، لكن المطر لا ينتظر. كل تبرع، كل صوت وكل دعوة يمكن أن تحدث فرقاً - لا تتركوهم وحدهم. السؤال الذي يبقى: "كم من الوقت يمكن لمليون ونصف إنسان أن يصمدوا تحت المطر قبل أن يفقدوا الأمل نهائياً؟"
