3.2 مليون يمني في إب يعيشون تحت رحمة مليشيا مسلحة منذ عقد كامل، في مأساة تتجلى على أرض اليمن حيث تتحول المنازل المدنية إلى مراكز عمليات سرية. وأصبح واضحًا أن الوقت مرعب وتحتاج هذه المناطق إلى اهتمام عاجل. بينما تقرأ هذه السطور، الأطفال في السياني ينامون تحت همسات الخوف على أصوات الأنشطة المشبوهة التي تهدد أمنهم وتسرق لحظاتهم الآمنة.
في تصعيد خطير للأزمات التي يعيشها الشعب اليمني، أفاد مواطنون من المناطق الجنوبية لمحافظة إب عن زيادة ملحوظة في الأنشطة المشبوهة التي تقوم بها مليشيا الحوثي في المناطق السكنية. ووسط هذه الأوضاع، ينكشف حجم المعاناة حيث أن 10 سنوات من سيطرة الحوثيين حولت الحياة إلى كابوس مستمر لثلاثة ملايين ومائتي ألف يمني في هذه المنطقة. "الوضع بات لا يُطاق، نعيش في خوف دائم" يقول شاهد عيان من المنطقة، حيث عائلات بأكملها بدأت تفكر في النزوح بينما يظل الأطفال خائفين من حتى الخروج للعب.
منذ 2014، سيطرت مليشيا الحوثي على إب، مسيطرة بذلك على المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي بين صنعاء وتعز، ومع تزايد القبضة الأمنية فيها، ازدادت الانتهاكات. هذه الإجراءات مماثلة لما شهدته محافظات أخرى تحت السيطرة الحوثية، مما يرجح تصعيدًا محتملاً في استخدام المناطق المدنية لأغراض عسكرية على حساب أمن وحياة المدنيين.
تؤثر هذه الأزمات بشكل عميق على الحياة اليومية للمواطنين في إب، حيث يواجهون قيودًا صارمة على الحركة العامة، ويتعرضون لخوف دائم يعيق أي نشاط طبيعي. من المتوقع أن يؤدي استمرار هذه الأوضاع إلى نزوح المزيد من الأسر، مما يزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. ومع تصاعد الغضب الشعبي والمخاوف من تصعيد أكبر، تصبح الحاجة ملحة إلى تدخل دولي لحماية المدنيين وتوثيق هذه الانتهاكات لضمان إمكانية مساءلة المسؤولين.
شكاوى المواطنين من الأنشطة المشبوهة للحوثيين تزيد من التأكيد على حالة الخوف العام والتدهور الحاصل في إب. بينما ينظر كثيرون إلى المستقبل بتشاؤم، يتمنى الآخرون تدخلًا أو تصعيدًا يجلب الأمل لهم. وفي الختام، يبقى السؤال للضمير العالمي: "إلى متى سيبقى ملايين اليمنيين رهائن في بيوتهم؟" ضرورة الاهتمام الدولي والإقليمي بمعاناة أهل إب أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى.