في أقل من 3 سنوات، حوّل الحوثيون أكثر من 200 مسجد إلى منابر للكراهية المذهبية في تطور صادم يكشف عن عمق الصراع الديني في اليمن. المساجد التي شهدت 14 قرناً من الصلوات تتحول اليوم إلى ساحات للصراع السياسي، حيث تمارس جماعة الحوثيين حملتها المنظمة لالتهام المساجد وتحويلها لأدوات سياسية. كل يوم تأخير في وقف هذه الانتهاكات يعني فقدان جزء من الروح اليمنية إلى الأبد.!
الحملة الحوثية لا تتوقف عند السيطرة على المساجد، بل تستهدف أيضاً الأئمة والخطباء، حيث تم اختطاف مئات الأئمة وتدمير عشرات المساجد، تاركة أثراً عميقاً في النسيج الاجتماعي اليمني. "تحويل المقدس إلى أداة دنيوية"، يقول د. محمد العامري، أستاذ التاريخ الإسلامي،"نشهد محاولة ممنهجة لتفكيك النسيج الديني اليمني". الشيخ أحمد المقطري، إمام مسجد النور في صنعاء، هو أحد الضحايا، مختطف منذ شهرين وسط صمت محبط من العالم.
استغلال جماعة الحوثيين لقضية فلسطين يثير قلق المحللين الذين يرون فيه غطاءً لتبرير الهيمنة الداخلية. هذا الأسلوب يعكس إرثاً تاريخياً من الهيمنة السلالية في اليمن، حيث يحذر الخبراء من تفكيك الهوية الدينية اليمنية. "مثل ما فعلته المغول ببغداد عام 1258م، تعيد الحوثية كتابة التاريخ بالدم"، في إشارة إلى محاولتها السيطرة على الدين والمجتمع.
يحرم المواطن اليمني اليوم من ممارسات دينية كثيرة بسبب هذه الحملة المنهجية للتدمير، ما يؤدي إلى خوف من ممارسة الشعائر وفقدان الملاذ الآمن. النتيجة المتوقعة هي انقسام مذهبي عميق وتدمير التراث الديني الذي كان يوماً فخوراً به أهل اليمن. مع تصاعد الغضب الشعبي والاستنكار الإقليمي، تظل الفرصة قائمة للوحدة ضد الظلم وانتشال الهوية المهددة.
في ختام هذا المشهد المفجع، تُطرح ضرورة التحرك العاجل لحماية المقدسات واستعادة النسيج الاجتماعي اليمني. هل سنقف مكتوفي الأيدي حتى يُمحى آخر أثر للروح اليمنية الأصيلة؟