365 يوماً من المطالبة... 7 أيام في الشارع... وصفر استجابة حكومية. في تطور صاعق ومأساوي، يكمل اعتصام جرحى الجيش في مأرب أسبوعه الأول وسط تجاهل تام من الجهات المعنية لصرف مستحقاتهم وتقديم الرعاية الطبية اللازمة. هؤلاء الأبطال الذين ضحّوا بأطرافهم لأجل الوطن، يضطرون اليوم للمبيت في الشارع للمطالبة بحقوقهم.
منذ أكثر من عام والعشرات منهم يواظبون على المطالبة دون استجابة، ولكن صمودهم قابله دعم مجتمعي واسع. د. أحمد عطية، وزير الأوقاف السابق، أشار إلى أن قضيتهم "أمانة في عنق الدولة"، وأن ما يحدث اختبار للحس الوطني والإنساني. الاحتجاج شهد توافداً شعبياً كبيراً حيث تضامن التجار والمواطنون مع الجرحى بتقديم المساندة المعنوية والمادية.
مطالبات الجرحى ليست جديدة؛ فهي مستمرة منذ أزيد من عام في تجاهل واضح من قبل الحكومات المعنية. تتردد الأسباب بين التجاهل الإداري وتعقيدات البيروقراطية، في حين يناقش الخبراء الحلول الجذرية الممكنة. هذه الأزمة تتكرر عبر التاريخ حيث تُهمل حقوق من دافعوا عن الوطن في محافل مشابهة.
التجاهل المستمر قد يؤدي إلى تراجع معنويات القوات العسكرية وتردد الشباب في الانضمام للجيش، بينما يزداد الاحتقان الشعبي يوماً بعد يوم. الحكومة الآن أمام فرصة للتصحيح، إما باستجابة فورية أو مواجهة تصعيد خطير. في مشهد مؤلم، نجد تزايداً في أعداد المتضامنين المحاطين بصمت رسمي محبط.
العشرات من المعتصمين في شوارع مأرب يوصلون رسالتهم لعلها تلقى أذاناً صاغية. المطلب اليوم هو حل سريع يعيد الحقوق لإنسان ضحى بالكثير. ويدعو المتابعون الحكومة لتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها الجرحى. يبقى السؤال: هل ستبقى تضحيات الأبطال مجرد ذكريات في شوارع مأرب؟