في خطوة إنسانية حاسمة يتردد صداها في أنحاء اليمن وخارجها، أعلنت منظمة "طفل الحرب" الدولية بالشراكة مع جمعية بناء الخيرية للتنمية الإنسانية عن إطلاق مبادرة ضخمة تستهدف 6,625 طفلاً يمنياً في محافظة تعز. هؤلاء الأطفال، الذين عوقبوا بنيران حرب لا ترحم، على وشك رؤية بصيص الأمل في نهاية نفق مظلم دام قرابة تسع سنوات.
يحمل هذا المشروع الطموح مزايا متعددة، حيث سيمكن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عاماً في أربع مديريات من المحافظة من العودة إلى مقاعد الدراسة، مدعوماً بتمويل أوروبي من المفوضية الأوروبية (ECHO). ووفقاً للخبراء، فإن هذه المبادرة قد تكون نقطة تحول في مستقبل التعليم للأطفال اليمنيين. "تمكين الفتيات والفتيان الأكثر ضعفاً لتحقيق مستقبل أكثر أملاً ومرونة"
وبالنظر إلى الخلفية الحزينة للصراع المستمر منذ تسع سنوات، والذي دمر البنية التحتية التعليمية في البلاد وأودى بمستقبل 2.1 مليون طفل يُعتبرون أميين، فإن الأمل يظل معلقاً على هذا المشروع الطموح. تتجلى القضايا المعقدة مثل النزوح، الفقر، وعمالة الأطفال في كل زاوية، ورغم كل ذلك، فإن المبادرة تعد نموذجاً قابلاً للتكرار في مناطق أخرى من اليمن المحاصر.
بالنسبة لكثير من الأسر اليمنية، يحمل نجاح هذه المبادرة وعداً بعودة الأطفال إلى الحياة الطبيعية. بفضل الدعم المقدم، سيتمكن هؤلاء الأطفال من حمل الأقلام بدلاً من أدوات العمل الشاق. ومع تحسن الظروف النفسية والاجتماعية لهم، ستكون هناك فرصة لمهارات جديدة تظهر في الأفق. ومع ذلك، كل تأخير في التمويل يعني أن الأمل المعلق قد يتبخر في لحظة مع تصاعد الصراع.
في ظل كل هذه التحديات والآمال، تبقى الأسئلة المقلقة: "هل سنكون شهوداً على إنقاذ جيل، أم على ضياع آخر فرصة لإعادة الأمل؟" إن الخيارات واضحة والعمل مطلوب، لعلها تكون دعوة للاجتماع على هدف إنساني نبيل، وإنقاذ جيل من الضياع.