في تطور صادم هز اليمن، انهيار 60 عاماً من الثقة في غضون ساعات قليلة: للمرة الأولى في تاريخ اليمن، اقتحم الحوثيون مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء. تعد هذه الواقعة انتهاكاً صادماً للحيادية التي تضطلع بها المنظمة، مما يضع بيانات حساسة لأسرى ومعتقلين في خطر لا يمكن التهاون به. الوقت ينفد لحماية الأرواح التي تعتمد على حيادية هذه المنظمة.
في صباح الأربعاء المظلم، قام عناصر أمن الحوثي بأعداد كبيرة باقتحام مقر الصليب الأحمر، مما أثار موجة من الخوف والقلق. 60 عاماً من العطاء، 35 طناً من الأمل نقلت قبل يومين، وخمسة موظفين يخضعون للتحقيق، بينما تنتشر الآلاف البيانات في خطر. "جميع موظفي اللجنة الدولية بخير، وقد سُمح لهم بالعودة إلى منازلهم دون وقوع أي حوادث" - بيان الصليب الأحمر. إلا أن الموظفين عاشوا ساعات من الرعب، والخوف لا يزال يسيطر على الأسر اليمنية.
الصليب الأحمر، الذي لطالما اعتبر جسراً للثقة والتفاهم في اليمن لأكثر من ستة عقود، قد تعرض لضربة قاسية على أيدي الحوثيين. الشك في أنشطة المنظمة بعد نقل المساعدات الطبية، والحاجة للمعلومات الاستخباراتية قد تكون وراء هذا الاقتحام. الحادث يذكرنا بممارسات النظم الشمولية ضد المنظمات الإنسانية عبر التاريخ. الخبراء يحذرون: انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف قد يؤدي إلى عزلة دولية متزايدة.
تأثير الاقتحام على الحياة اليومية لليمنيين لا يمكن تجاهله، فقدت الآلاف من الأسر وسيطها الوحيد للبحث عن المفقودين، فضلاً عن توقف الخدمات الطبية اللازمة للحياة. الأنشطة الإنسانية قد تواجه توقفاً خطيراً، والأوضاع في اليمن تتجه نحو مزيد من التدهور. تحذير للمنظمات الإنسانية من العمل في مناطق تحت سيطرة الحوثيين، بينما تزداد الردود المختلفة بين القلق الدولي والخوف المحلي والغضب الحقوقي.
مع انهيار آخر جسور الأمل للشعب اليمني، الاقتحام الذي أودى بستة عقود من الحياد يعد انتهاكاً صارخاً، إذ يضع مستقبل العمل الإنساني في اليمن على حافة المجهول. على المجتمع الدولي التحرك فوراً لحماية المنظمات الإنسانية من المخاطر المتزايدة. هل سيصمت العالم أمام هدم آخر جسور الأمل في اليمن؟