في تطور مثير يبعث الأمل في النفوس، أعلنت السعودية ضخ 300 ميجاوات من الطاقة لليمن، متحدية بذلك الظلام الذي خيم على حياة 3.5 مليون يمني على مدى 9 سنوات. لأول مرة منذ 2014، يتم توقيع اتفاقية رسمية تجمع بين اليمن والسعودية لإعادة النور إلى أهم 4 مدن يمنية. انطلقت المرحلة الأولى رسمياً، والوقت يداهم لإنجاز المشروعات المنتظرة بفارغ الصبر.
وقّعت الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية اليوم مذكرة تفاهم تاريخية لتوفير 300 ميجاوات من الطاقة في المرحلة الأولى، بحضور شخصيات بارزة مثل رئيس مجلس الوزراء اليمني سالم صالح بن بريك والسفير السعودي محمد بن سعيد آل جابر. وفقاً للتقارير، هذا المشروع سيتيح إضاءة 240,000 منزل ويستهدف إنعاش 4 مدن رئيسية تمثل 15% من سكان اليمن. "إنها خطوة استراتيجية لتحقيق استقرار البنية التحتية وخدمة المجتمعات المحلية"، يقول أحد الخبراء المشاركين في الحدث. يعيش اليمنيون عالماً جديداً مع توقعات لانحسار صوت المولدات الكهربائية وتحسين حياتهم اليومية.
بعد 9 سنوات من أزمة الكهرباء التي دمرت الحياة الاقتصادية والاجتماعية في اليمن، تشكل هذه الاتفاقية الجديدة نقطة تحول لم تشهدها البلاد منذ زمن. أعرب د. علي الحميري، خبير الطاقة اليمني، عن تفاؤله قائلاً: "الطريق طويل ولكن هذه خطوة بداية مهمة. اليمن بحاجة إلى 2000 ميجاوات لتلبية احتياجاته بالكامل". يشيد المراقبون بخطوة التعاون العربي هذه مع وجود تحديات أمنية لا تزال تخيم على الأفق، لكن الخبراء يرونها مشروعاً كبيراً بحجم مشروع مارشال الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية.
التحدي اليوم يكمن في تحسين الحياة اليومية لملايين اليمنيين الذين يتطلعون لرؤية شركاتهم ومصانعهم تعود للنشاط. يشير المستثمرون إلى فرص كبيرة للتوسع، بينما تحذر السلطات من الضمانات الأمنية اللازمة لإنجاح المشروع. رحب أحمد محمد، صاحب محل في عدن، بالاتفاقية قائلاً: "أتمنى أن أرى الكهرباء تعود نهائياً لمصلحتي التجارية". وتشارك فاطمة الزهراني، مديرة مصنع في تعز، الرأي ذاته مؤكدة أن المشروع سيوفر عليهم تكاليف باهظة للطاقة البديلة. في المقابل، يشدد البعض على أن النجاح يعتمد على استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.
تلخص هذه التحولات بوضوح قصة مصير أمة بأسرها، حيث يمثل هذا المشروع الأمل في عودة الحياة والازدهار لليمن، ولكن هل سيكون هذا الإنجاز مجرد بداية للنهضة الحقيقية أم خطوة في رحلة طويلة نحو التعافي؟