في مشهد يخطف الأنفاس ويهز أعماق عدن الحبيبة، تعيش المدينة على وقع انهيار كامل لخدمات الكهرباء، ليتحول اليوم بالنسبة لمئات الآلاف من السكان إلى معاناة لا تنتهي. 14 ساعة ظلام دامس مقابل ساعتين فقط من الإنارة الهشة، هذا هو التوازن المرعب الذي حلّ على المدينة في الأيام الأخيرة.
تفجرت أزمة الكهرباء بشكل غير مسبوق في عدن، ليصل الأمر إلى مرحلة الانهيار الكارثي مع تراجع القدرة التوليدية إلى نحو 65 ميجاوات فقط، ما يكفي بالكاد لإضاءة مركز تجاري متوسط، وذلك بعد احتجاز ناقلات النفط من قبل جنود الحزام الأمني. "الوضع كارثي ويتجه نحو الانهيار التام"، يقول مصدر مطلع في مؤسسة الكهرباء المحلية.
احتدمت التوترات في عدن بعد واقعة احتجاز ناقلات النفط بسبب مطالب الجنود الذين لم تُصرف رواتبهم، مما فاقم الأزمة المستمرة منذ سنوات. مع استذكار الأزمات التاريخية للكهرباء في اليمن، تتوقع المصادر ضرورة التدخل العاجل لمنع تفاقم الأزمة إلى مرحلة لا رجعة فيها.
الأوضاع المعيشية تزداد سوءاً مع كل يوم يمر بلا حل، حيث يواجه سكان عدن حالة من التحدي اليومي لاعتمادهم على الشموع والمولدات. يحذر الخبراء من أن عدم اتخاذ خطوات عاجلة قد يؤدي إلى هجرة السكان بحثاً عن بدائل أفضل. "إذا لم تتبدل الأمور، فإن المدينة قد تغرق في ظلام لا نهائي"، وفق توقعات د. عبدالله الحضرمي، خبير الطاقة.
أزمة الكهرباء الخانقة في عدن تكشف بشكل صارخ عن فشل الإدارات المحلية في توفير الخدمات الأساسية، وتبعث برسالة تحذيرية للمسؤولين في اليمن وخارجه. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستتخذ السلطات خطوات جريئة لضمان حق المواطنين في ضوء النهار، أم أن كابوس الظلام سيظل يخيم على المدينة إلى أجل غير مسمى؟