28 سنة خدمة بلا انقطاع = صفر راتب اليوم! في تطور يكشف عن عمق الأزمة اليمنية، يظهر معلم في محافظة إب وسط البلاد، يمتلك 28 عاماً من الخدمة التعليمية بلا انقطاع، وقد حُرم من راتبه دون سبب واضح! المعلم الذي لم يتغيب يوماً واحداً في ربع قرن يُركن الآن جانباً، وهو يواجه حقيقة حرمانه بجرة قلم. في حين أن الآلاف من زملائه مهددون بنفس المصير غداً. قصة صمود وإصرار تتحدى الظلم - هل هي مجرد بداية لكارثة تعليمية؟
في مشهد يُلخص معاناة آلاف المعلمين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وقف المعلم عبده فارع أمام مكتب بريد جبلة بعيون يملؤها الأمل في عدالة لم تتحقق بعد. في الوقت الذي استلم فيه زملاؤه نصف راتبهم الشهري، وقف فارع خالي الوفاض، رغم تقديمه جميع الأوراق اللازمة. وقال فارع، مثقلاً بالإحباط: "لجنة صنعاء مكيفة ليلاً نائمة نهاراً، لم تحل قضيتنا بعد، ولو كانت تعالج مريضاً لكان قد شُفي!"
تُرك هذا المعلم المخضرم، الذي يُدرس منذ 28 عاماً في مجمع الشهداء التعليمي، دون راتب يزيد من تعقيدات حياته اليومية. تتسع دائرة المعاناة لتشمل الآلاف من معلمين مثله، في ظل سياسة المليشيا التي تستخدم الرواتب كسلاح للسيطرة والترهيب. توقعات الخبراء تشير إلى استمرار تدهور منظومة التعليم، وتنذر بكارثة إنسانية قادمة.
التأثير المأساوي لهذه السياسات يتجلى في حرمان الأطفال من تعليم جيد، وفي حال تواصل الأزمة، فنحن أمام مجتمع متدهور تعليمياً. المعلمة أم أحمد، تنتظر راتب زوجها لشراء الدواء لطفلها المريض، بينما يعاني الآلاف من نفس المصير. "أطفالنا يرون معلميهم يعانون، كيف سيتعلمون؟" يتساءل أحد أولياء الأمور. المشهد السياسي الضبابي يجعل الضغط الإعلامي وحقوق الإنسان ضروريين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
مع استمرار الأزمة، الضرورة تدعو إلى تحرك جماعي لإنقاذ المعلمين المنكوبين وعلى المجتمع المحلي والدولي أن يعيد التفكير في تقديم الدعم للأطفال الذين هم مستقبل اليمن. كيف سيكون مستقبل أطفالنا عندما يُحارب من يُعلمهم؟ يبقى السؤال الذي يلوح في أفق الساحة التعليمية المأزومة.