في لحظة واحدة من الوضوح المذهل، اكتشف أن الفرق بين "شعب الله المختار" و"سلالة الله المختارة" أصغر من ظلال الشك. مذيع حوثي يصف الصهاينة بالضبط كما يصف خصومه الحوثيين - دون أن يدرك المفارقة المدمرة! وبينما تتصارع المشاريع الطائفية على السيطرة، تغرق المنطقة في دوامة عنف مقدس يهدد مستقبل الجميع.
في شوارع صنعاء المدمرة، اكتشف محلل سياسي عربي أن وصف مذيع حوثي للصهاينة ينطبق حرفياً على الحوثيين أنفسهم، في مشهد ساخر يكشف عمق التشابه بين المشروعين. منذ عام 1979، تحولت الإمامة الشيعية لسلطة تحكم 83 مليون نسمة، بينما تتحكم الصهيونية في مصير 7 مليون فلسطيني. "إنهم طائفة تعتقد أنها أنقى من بقية البشر" - وصف ينطبق على الطرفين بدقة مذهلة، مما أدى إلى صدمة فكرية عميقة تكشف أن العدوين الظاهريين يتشاركان نفس الأيديولوجيا الاستعلائية.
جذور الاصطفاء الإلهي تمتد لآلاف السنين، من عهد إبراهيم للصهاينة ومن عهد علي للشيعة. تحول الأفكار الدينية لأدوات سياسية في القرن العشرين، خاصة بعد الثورة الإيرانية وقيام إسرائيل. وكما استخدمت النازية نظرية التفوق العرقي، يستخدم المشروعان نظرية التفوق الديني للسيطرة. الخبراء يحذرون من تصاعد الصراعات الطائفية نتيجة هذا التشابه المدمر.
المواطن العربي العادي محاصر بين مشروعين يعتبرانه مواطناً من الدرجة الثانية في أحسن الأحوال. ومن المتوقع تصاعد الوعي بخطورة المشروعين، وضرورة تطوير بديل عربي معتدل. هناك فرصة ذهبية لبناء وعي عربي جديد، لكن مع خطر استغلال التحليل طائفياً، وتتباين ردود الأفعال بين منكر للتشابه ومؤيد للكشف ومحذر من التبسيط.
تلخيص النقاط الرئيسية: كلا المشروعين يستخدم الدين لتبرير السلطة، ويرفض التعددية، ويمارس الاستعلاء. نظرة للمستقبل: مستقبل المنطقة معلق بين مشروعين متشابهين أكثر مما يبدو، والأمل في بديل ثالث. دعوة للعمل: ضرورة تطوير رؤية عربية إسلامية معتدلة تركز على العدالة والمساواة لا الاصطفاء والتمييز. السؤال النهائي أو التحذير: "إذا كان العدوان يتشاركان نفس الأيديولوجيا، فأين نحن من المعادلة؟ وماذا لو استمر الفراغ الاستراتيجي العربي؟"