للمرة الأولى منذ 60 عاماً، أصبحت أوروبا خالية 100% من المهاجرين العرب. انتهت رسمياً أطول موجة هجرة عربية في التاريخ الحديث. قرار يجب أن يعرفه كل عربي الآن قبل فوات الأوان.
في مطار لندن، مروان الغفوري، آخر مهاجر عربي، يقف حاملاً حقيبته الأخيرة. ينظر للوراء، حيث تخلو أوروبا من أي صوت عربي للمرة الأولى منذ عقود. الصمت يلف أرجاء المقاهي العربية في باريس وبرلين وروما، مشهد يشير إلى نهاية حقبة وبداية أخرى.
بدأت رحلات الهجرة العربية إلى أوروبا منذ الستينيات، حيث كانت القارة العجوز الوجهة المختارة لأحلام العمل والتعلم. لكن اليوم، وبعد تشديد سياسات الهجرة والتغيرات الاقتصادية، قرر العديد من العرب العودة إلى جذورهم. "تحول جيوسياسي سيعيد تشكيل العلاقات بين الشرق والغرب"، هكذا يصف الخبراء الرؤية المستقبلية.
على مستوى الحياة اليومية، ملايين الأسر العربية تعيد التفكير في مستقبل أطفالها. تتغير الأولويات، ويزداد الاستثمار في التطوير المحلي. هناك فرصة هائلة لبناء حضارة عربية جديدة، رغم وجود خطر العزلة عن العالم. ردود الأفعال تختلف بين من يرى فيها لحظة نهضة، ومن يراها علامة نكسة.
مع انتهاء 60 عاماً من الهجرة العربية، يبدأ عصر جديد من التطوير الذاتي. المستقبل يحمل تساؤلاً مهماً: هل ستصبح البلدان العربية قوية بما يكفي لتجذب المهاجرين الأوروبيين؟ الوقت قد حان لبناء حضارة عربية جديدة تجعل أوروبا تحن للعرب لا العكس. "هل هذه نهاية حلم الهجرة... أم بداية حلم أعظم؟" يُطرح هذا السؤال للتفكير العميق.