44 ضحية في 72 ساعة... هذا ما خلفته حرب قبلية صغيرة في قرية يمنية نائية. قرية صغيرة تتحول إلى ساحة حرب بسبب ثأر قديم، والدماء تسيل الآن بينما الوساطة في سباق مع الزمن. في تطور دموي، هزت مواجهات قبلية بين أسرتين في رداع بمحافظة البيضاء العالم، مخلفة 44 ضحية بين قتيل وجريح في ثلاثة أيام فقط.
بدأت الاشتباكات العنيفة باستخدام أسلحة متوسطة وثقيلة، مما أدى إلى مقتل 14 شخصاً وإصابة 30 آخرين حتى الآن. وقالت مصادر محلية: "الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة"، مشيرة إلى أن عشرات الأسر اضطرت للنزوح مع تضرر عدد من المنازل وإغلاق المدارس بشكل كامل، حيث توقفت الحياة في القرية أمام شراسة القتال. أم محمد، ساكنة القرية، نزحت مع أطفالها السبعة بعد تدمير منزلها، في حين يقود الشيخ حمود العقيلي جهود الوساطة لوقف نزيف الدماء.
حدثت هذه الصراعات الدموية على خلفية ثأر قبلي قديم، وسط غياب فعّال لسلطة الحوثيين، حيث تتكرر النزاعات القبلية في هذه المنطقة النائية. في تاريخ قريب، تُذكر النزاعات العشائرية في العراق بعد 2003 كمقارنة لما يحدث الآن. يتوقع د. عبدالله الحكيمي، خبير الشؤون القبلية، أن تنتشر هذه الفوضى لمناطق أخرى إن لم يُتخذ إجراء عاجل.
التأثير على الحياة اليومية واضح ومروّع؛ إذ يعيش سكان المنطقة في حالة ذعر، مع توقّف الخدمات وانقطاع التعليم بعد إغلاق المدارس. السيناريو الأسوأ هو انتشار النزاع ليطال قبائل أخرى، باستمرار الأوضاع الإنسانية الحالية. تتزايد الاتهامات لجماعة الحوثي بترك النزاعات القبلية تتصاعد، أملاً في إضعاف القبائل واستنزافها.
يجب على الجميع أن يتنهضوا للتحرك الفوري لوقف هذا النزاع قبل أن تتفاقم الأمور. 44 ضحية في نزاع قبلي مستمر وسط تقاعس حوثي، والنظر للمستقبل ينذر بخطر توسع النزاع واستمرار النزيف. والسؤال يبقى: "كم من الدماء يجب أن تسيل قبل أن تتحرك السلطات؟"
