202% - هذا هو الفارق المرعب بين سعر الدولار في مدينتين يمنيتين تفصل بينهما 15 دقيقة بالطيران! في تطور غير مسبوق يهز الاقتصاد اليمني، تسجل أسعار الصرف اختلافاً مهولاً، إذ قفز الدولار إلى 1618 ريالاً في عدن، بينما بقي عند 535 ريالاً في صنعاء. للمرة الأولى في التاريخ الحديث: بلد واحد... عملتان مختلفتان تماماً! الخبراء يحذرون: كل دقيقة تمر، ينهار الريال اليمني أكثر ويفقد ملايين اليمنيين مدخرات العمر.
يستمر الفارق الجنوني بين أسعار العملة في عدن وصنعاء، حيث لا يتجاوز الفارق الزمني بين المدينتين سوى 15 دقيقة بالطيران. المواطنون اليمنيون يقفون في طوابير طويلة، محاولين بشكل يائس التصرف في ظل هذا الانهيار الاقتصادي. محمد الصراف، وهو تاجر ذكي، يتمكن من استغلال الفارق لتحقيق أرباح، قائلاً: "لا يمكن لأي اقتصاد أن يصمد أمام هذا الانقسام الوحشي".
يرجع الانقسام الاقتصادي المدمر إلى الانقسام السياسي المستمر منذ 2014 والذي تفاقم مع سيطرة الحوثيين على البنك المركزي. الوضع الحالي يذكر بأزمة لبنان الاقتصادية ولكنه أشد قسوة. الخبراء يحذرون من انهيار اقتصادي شامل إذا لم يتم التدخل السريع.
الأزمة تؤثر بعمق على الحياة اليومية لليمنيين، حيث تنقسم العائلات اقتصادياً ويواجه الطلاب صعوبة في دفع الرسوم، بينما لا يستطيع المرضى تحمل تكلفة العلاج. رغم وجود فرص للتجارة الذكية، إلا أن المخاطر تبقى عالية جداً، مما يولد حالة من الغضب الشعبي والقلق الإقليمي بشأن انتشار الأزمة.
مع استمرار الفارق بنسبة 202% بين أسعار الدولار في عدن وصنعاء، يعاني الشعب من معاناة شعبية هائلة. دون تدخل سياسي شامل أو دوري اقتصادي فعال، يبقى اليمنيون في مواجهة انهيار اقتصادي كامل. السؤال الذي يطرح نفسه: "كم من الوقت يمكن لشعب أن يصمد أمام انهيار عملته بهذه الوحشية؟"
