972,000 ريال! هذا هو الفارق الصادم في سعر جنيه الذهب الواحد بين مدينتين يمنيتين لا تفصل بينهما سوى 400 كيلومتر! في الوقت الذي تشتري فيه جراماً واحداً من الذهب في عدن، يمكنك شراء 3 جرامات من صنعاء بنفس المبلغ! خلال 24 ساعة فقط، قد تخسر آلاف الريالات إذا لم تعرف سر هذا التباين المجنون في أسعار الذهب. التفاصيل الصاعقة قادمة...
في صباح اليوم الإثنين، استيقظ اليمنيون على كارثة اقتصادية حقيقية: جنيه الذهب في عدن يكلف 1,445,000 ريال، بينما نفس الجنيه في صنعاء لا يتجاوز 473,000 ريال فقط! الفارق 199% في بعض الأسعار يعني أن عائلة يمنية في عدن تحتاج 3 أضعاف المال لشراء نفس كمية الذهب. "أم محمد تقول بحسرة: 'راتب زوجي كله لا يكفي لشراء جنيه ذهب واحد هنا في عدن'". الصدمة بادية على وجوه النساء في أسواق الذهب، والرجال يحكون رؤوسهم بحيرة أمام الأسعار الخيالية.
منذ انقسام البنك المركزي اليمني، تحولت البلاد إلى دولتين اقتصادياً، كل منهما تطبع عملتها وتحدد أسعارها. العملة المطبوعة في صنعاء غير معترف بها دولياً، بينما عدن تتعامل مع العملة القديمة المدعومة من التحالف. كما حدث في لبنان والعراق، تؤدي الحروب الأهلية إلى انقسام العملة وتدمير الاقتصاد. "د. المقطري يحذر: 'إذا استمر هذا الوضع، فسنشهد انقراض تقاليد الذهب اليمنية العريقة'".
العرائس يؤجلن حفلات زواجهن، والأمهات يبعن مجوهراتهن القديمة لتأمين لقمة العيش. خلال الأشهر القادمة، قد نشهد موجة تهريب ذهب من صنعاء إلى عدن، أو العكس حسب تطور الأحداث. هناك فرصة ذهبية للمستثمرين الجريئين، لكن مخاطر أمنية ومالية هائلة تحيط بهذه التجارة. بينما يبكي المشترون في عدن، يبتسم التجار في صنعاء لكثرة الطلب على بضائعهم.
فارق 3 أضعاف بين مدينتين، مليون ريال فرق في الجنيه الواحد، واقع اقتصادي منقسم يدمر الأحلام. مع استمرار الانقسام السياسي، قد تتحول اليمن إلى دولتين اقتصادياً بشكل نهائي. على اليمنيين متابعة الأسعار يومياً والتخطيط الذكي لمشترياتهم من المعدن النفيس. "السؤال الذي يحير الملايين: متى ستتوحد أسعار الذهب؟ أم أن اليمن محكوم عليه بالانقسام الاقتصادي إلى الأبد؟"