في اليمن، حيث تتوقف الحياة عندما تنقطع الكهرباء، 20 بطل يتدربون لحماية النور. هذا هو المشهد في محطة المنصورة بعدن، حيث شهدت انطلاق دورة تدريبية ثورية جديدة تهدف إلى تعزيز ثقافة السلامة المهنية، لتصبح المحطة نموذجًا يُحتذى به للتميز في مجال الأمن والسلامة. بين تحديات الأمن والطموح إلى مستقبل آمن، يخطو عشرون موظفًا خطوة واعدة لرفع كفاءاتهم التشغيلية بنسبة 300%، مما يشكل تحولاً نوعياً داخل المحطة.
نظمت كهرباء عدن، تحت رعاية المدير سالم الوليدي، دورة تدريبية شاملة في مجال الأمن والسلامة المهنية بحضور عدد من الشخصيات المحورية أبرزهم مدرب الخبرة أحمد سيد شاه والمشرف خالد محمد حميد. وقد أكد الوليدي بأن "الاستثمار في السلامة هو استثمار في المستقبل". في هذا الإطار، شارك في الدورة عشرون موظفًا من مختلف الأقسام، محققين معدل إتمام 100%، مع توقعات بانخفاض كبير في حوادث العمل.
تأتي هذه الخطوة في سياق الجهود المستمرة لتحسين قطاع الكهرباء في اليمن، وسط دعم وتعاون قوي بين الكوادر المحلية والشركات الدولية. وكما شهدت دول الخليج تطورات هائلة في قطاع التدريب، فإن اليمن يبدأ رحلته نحو تحسين البنية التحتية والسلامة المهنية. الخبراء يتوقعون أن يؤدي هذا البرنامج إلى تقليص حوادث العمل بنسبة تصل إلى 70% في المستقبل القريب.
يتوقع أن توفر الدورة الفائدة للمواطنين عبر كهرباء أكثر استقرارًا وأمانًا، مما يساهم في زيادة الثقة بالخدمات العامة. هذه التجربة تمثل فرصة ذهبية للأطراف المعنية لتعزيز برامج التدريب وتطوير الكفاءات للحصول على قطاع كهربائي أكثر أمنًا واستدامة. وردود الأفعال الأولى، كانت إشادة شعبية قوية واهتمامًا إعلاميًا واسعًا، مع دعوات لتعميم التجربة في محطات أخرى.
مع استمرار هذه المبادرة، تتزايد الآمال بأن تعكس برنامج الكهرباء الجديد بداية عصر من الكهرباء الآمنة في اليمن. الوقت الآن للاستثمار في المزيد من التدريب والتطوير لضمان الاستدامة في هذا المجال الحيوي. ويبقى السؤال الأهم: هل ستصبح محطة المنصورة نموذجًا يُحتذى به على مستوى اليمن؟
